ساعترف بخطيئتي وانا غير نادمة ..
ولو عادت بي اقداري مائةمرة ساعشقه في كل مرة الف مرة
في البدء..
لم اكن اعلم ان حبي للقراءة سوف يسحب اقدام طهري نحو دروب العشق
ويجعل مني امراة تدمن تلك الخطيئة البيضاء صباح مساء ....
والاماكنت قرات..ولكن هيهات لاينفع الندم الان !!
ثم كان الوقوع في الحب....
كنت في الثامنة عشرة من عمري حين التقيت به صدفة
عن طريق اخي الذي لا يعلم الى الان بقصة حبي والاماكان عرفني به اصلا ,,
شامخا ..انيقا..لبقأ..ساحرا...لسانه لم يكن يقول كلمات بل يرتل صلوات ...
وانا كنت في سنين ثقافتي الاولى ..وخبرتي في الحب فراغ
وكنت صفحة بيضاء لهذا سقطت بسرعة امام فتنته
ولم استطع مقاومة اغراء بيانه واناقته
فسلمته قلبي واشياء اخرى...يتصرف في اعادة تكوينها وتكويني
فجاء من اقصى منطقة العشق بمحبرة ودواة..
وقلب بياض صفحتي بسواد مداده حتى امتلاتُ به
وفاضت مني حروفه واصبحت اردد مايقول كببغاء جميلة ...
احيانا لا افهم مايقول فاجبره ان يعيد ويعيد ويعيد
حتى استوعب مايرمي اليه والجميل في امره انه لم يكن يتضايق من غبائي
وكان صبورا جدا ولهذا احببته اكثر وقررت ان اخونه اكثر
ليس لانه لايستحق ان اكون وفية له ..بل لانه زرع في دمي فيروس العشق
وساظل دوما ابحث عن عاشق احقن به دمي لاشفى من ذلك الادمان
عاشقي الاول ميت الان وكان ميتا حين التقيت به على سطور -اوراق الورد ..رسائله ورسائلها -
هل عرفتموه اذن ترحموا عليه ولا تلعنوني لاني خنته فقد عشقت حروف ولم اعشق انسان
انه ..........مصطفى صادق الرافعي ....اول عشق ادبي في حياتي
سؤال ..هل يمكن ان يكون للحروف قدرة على تشكيل دورة حياة وادخالنا فيها ؟؟
هل حقا تملك الغة هذه الطاقة ؟؟
عن تجربة اقول لكم ...نعم يمكنها ذلك !
----------------------------------------------------------------------------------------
...(عشق على ابواب غرناطة)
مازلت ثملة بعشق مفردات الرافعي
ومازالت كلماته وتصويراته تستنزف خلايا عقلي الى حد الانهاك .....
حتى كانت السنة الثانية من دراستي الجامعية
حيث كنت مع موعد مع عشق جديد سيجعل من الرافعي قصة قديمة
دكتور مادة النقد كلفنا بعمل بحث نقدي ودراسة تحليلية لقصيدة ابن زيدون
اني ذكرت بالزهراء مشتاقا ***والروض طلق ومرأى الارض قد راقا
فكان لابد ان اقرأكثيرا حول هذ الشاعر وقصيدته
فدخلت عالمه السري واكتشفت علاقته
بولادة بنت المستكفي واثناء القراءة مررت بالاندلس كحضارة
وكل ذلك انصهر في خلدي ليرسم لي خارطة عشق جديدة
امرأة اديبة تملك زمام السلطة وكل مقومات الانوثة
يقع في غرامها شاعر جميل يحارب من اجل الوصول اليها
حتى يؤدي به الحب الى السجن بفعل الوشاة واالحساد.
لا ادري كم من الوقت استغرقني لاتقمص شخصية ولادة
ولكن في النهاية اصبحت(أنا).. هي
واصبح ابن زيدون فارس احلامي وبطل حكاياتي
وادمنت قراءته وتسربت اشعاره الى اوردتي
فصرت اتنفسه عشقا واعجابا ...
ومع اني دفعت ضريبة هذا العشق غاليا الااني لم اهتم
فقد شكك الدكتور في نزاهتي العلمية
واتهمني تلميحا لا تصريحا اني نقلته او كتبه لي احدهم
ومع ذلك لم احقد على الدكتور ولم اكره شاعري الجميل
بل ان ذلك الاتهام افرحني فى عمقي
لان هذا يعني اني قدمت عملا اكبر من عمري
ولهذا احببت ابن زيدون اكثر وقررت اخونه اكثر
فما زال ذلك الفيروس الابيض ينتشر في دمي
منذرا بورم لن اشفى منه ابدا ابدا
..............همس
---------------------------------------------------------------------------------
..(وعشقت تاء التأنيث ).....
للعشق الحلال قوانينه الخاصة التي لا تنسحب على اي علاقة اخرى
فخطيئتي البيضاء القادمة مختلفة
.ففي قصص العشق دوما طرفان احدهما مذكر
أما هنا فطرفا العشق كلاهما مؤنث !!
لاتستغربوا فليس هنا مايشين او يجعلني أخجل من مشاعري
فماتزال بيضاء ولن تتلطخ باللون الاحمر
لاننا ندور في فلك اللغة والكلمات فكل شئ هنا مباح
عرفتها منذ دراستي الثانوية لكن قراءاتي لها لم تتعدى الاعجاب
..التقيت بها على صفحات مجلة (زهرة الخليج)
أسلوبها البسيط وكلامها المقطع
الذي يشبه الكبسولات اكثر ماكان يشدني لحروفها
لكنني بصدق لم اكن اترصدها دوما
لكن حين تقع المجلة في يدي كنت انتزع صفحتها واطويها
ثم اضمها لاوراقي التي تمتلئ بها خزانتي
حتى جاءت السنة الاخيرة من دراستي الجامعية (سنة تخرجي )
حيث تعرضت لاول صدمة عاطفية في حياتي ..
بدون تخطيط كنت اقرأ المجلة وحين وصلت صفحتها
تجمدت مشاعري وتعلقت باهدابي دمعة واحسست بمايشبه الخدر في اوصالي
وانا اقرا كل حرف من مقالتها ..يالله كيف وصفتني هذه الشهر زاد
ووصفت حالتي وتجربتي بل وكل الكلام الذي اريد ان اقوله له قالته شهر زاد
كنت اقرأ واعيد ودموعي لاتتوقف وقلبي في حالة من الرجفان لم اعهدها ..
الى درجة ان اختى الصغرى دخلت تناديني
وكنت في دنيا اخرى ..خافت وذهبت مسرعة لامي تناديها
لم يخرجني من حالتي الا امي وهي تهزني بعنف من كتفي
وتسالني مابك ؟؟ نظرت اليها والى اختي وهما مفزوعتان
ولم اعلق سوى بابتسامة وسط ملامح دامعة
تركتني امي وهي تقول الله يهديك
بينما اختي نظرت بحنق ورمت على مسامعي كلمتها
التي كنت اعتبرها مديحا اكثر من كونها شتيمة
قالت بشئ من السخرية (فعلا مجنونة)!!!
من تلك اللحظة اصبحت شهر زاد معشوقتي الجديدة
بت اطارد حروفها في كل مكان
رجعت لاوراقي القديمة لافرز كتاباتها واضعها في ملف وحدها
اصبح شراء مجلة زهرة الخليج من اهم طقوسي الشهرية
لاتناول جرعتي من كلماتها التي لاتشبه الا نفسها
ولم تتوقف هذه العادة الا بعد ان اكتشفت موقعها في النت
فاضفته لمفضلتي ومازلت اعود اليه
يقودني اليه حنين تجربة الحب الاول ..!!
...............همس
------------------------------------------------------------------------
..(واخيرا ...حطمت معبد النساء....وعشقته)
قبل ان التقي به كنت من اشد الكارهات له ..ورفضي له كان موقف اتخذته في الفترة التي كان توجهي الديني ينحرف باقصى سرعة نحو التطرف
قالوا عنه زنديق..فصدقتهم ...قالوا عنه فاسق فوافقتهم ..قالوا عنه اباحي فاعرضت عنه ..وحرمت حاستي اللغوية من شهد حروفه وعذوبة معانيه
فقط لانهم ارادوا ذلك وكنت كالعمياء اسير خلف شعاراتهم دون ان اعطيه فرصة ليدافع عن نفسه بشعره..كنت اقول وماذا ساجد عند شاعر لايهمه من المرأة غير جسدها
طبعا دواوينه من المحرمات فلايمكن ان تدخل بيتنا ..وقطعا مارست نفس الشئ خارج البيت فلم اسمح لفضولي ان يقود ارادتي (ولو )على غفلة لاقرأ له شيئا اخر غير
تلك النصوص التي استاصلوهامن جسد كيانه الشعري وعرضوها لنا فبدت لي اوصال قبيحة (اشمازت ) منها نفسي فزهدت في البقية
ولكن منظومة العشق الادبي لها طريقة غريبة في العمل ..فهي تجعلك تسقط في بحر الهوى دون ان تنذرك او تعطيك اشارات قبل السقوط
كنا جميعا خريجات جديدات نحاول ان نضع اقدامنا على اول الطريق في مهنة ليس امامنا غيرها فغالبيتنا كانت لهن احلام وامنيات كثيرة لم يكن من ضمنها التدريس
لكنه المجال الوحيد المتاح لنا او (البقاء في البيت)...منذ لقائي بها شعرت انها انسانة حالمة فوق العادة ..عالمها وردي جدا
والرومانسية جزء اصيل من تكوين شخصيتها ...ابيات شعرية تنثرها هنا وهناك ..في دفتر تحضيرها ..على السبورة ...على مكتبها
وحتى احاديثهايروق لها ان تطعمها بمقطع شعري جميل ...كل جملة كانت تقولها اجد لها في نفسي صدى ..
واحيانا كنت اطلب منها تعيدها لاحفظها ومن ثم اكتبها في اي ورقة تصادفني
وكنت اخجل ان اسالها عن هذا الشعر لمن هو حتى لاتاخذ عني فكرة (الجهل)وخصوصا ان تخصصي لغة عربية ..ماذا ستقول عني امتياز ولا اعرف هذا الشعر لمن؟؟؟
....وذات مرة جمعني بها جلسة في حديقة المدرسة والوقت كان ربيع
شردت بفكرها وانا اتحدث ..قالت بتنهيدة ...هذي الجلسة ينقصها نزار...!!!استغربت من الاسم فانا اعرف ان اسم خطيبها ليس نزار!!
كررت الاسم بشئ من الاستنكار !!فاجابت لاتستغربي اصلا ماحببني في نزار الا (....)وقالت اسم خطيبها لانه يمووت في شئ اسمه نزار قباني
سكتت ولم اعلق !!قالت ماحد فهم المراة وعبر عنها صح اكثر منه ...
وقبل ان تسترسل غزلا في نزار قلت وانتي الصادقة مافيه احد اهان المراة وخلاها اشبه بالسلعة مثل نزارك هذا!!الصراحة انا مومستغربة من موقفك بل من موقف خطيبك
اصلا كيف ترضين انه يقرا لهذا الشاعر اللي اشعاره كلها في محيط الجسد فقط؟؟
ضحكت من انفعالي وقالت ..أه ..انتي من اياهم ياهمسة ؟؟وين الفكر والثقافة ؟؟بس ترددين كلامهم مثل االببغاء؟؟؟وتابعت بهدوء ممزوج بابتسامة فيها لؤم
على فكرة ياحلوة كل الاشعار اللي اقولها واكتبها وتطلبين مني اعادتها وتبدين انبهارك بها هي كلمات (حبيبي )نزار !!
هنا لم اجد شيئا اقوله ..انكاري لاعجابي محاولة طفوليه للتهرب من العقاب !!!واستمراري في الهجوم على نزار محاولة غبية تثبت اني متناقضة
ربما ادركت هذه الصديقة حيرتي فاخذت تردد ابيات سابقة كنت فعلا انبهرت بقوة المعنى فيها واتذكر اني قلت عنها هذه العبارة من اصدق العبارات التي مرت علي
انقذني من بلاهة الموقف صوت الجرس معلنا نهاية الحصة فكانت فرصتي لانهض وانفض ملابسي مماعلق بها من الحشائش واتصنع الجدية واقول يالله قومي لانتاخر عن الحصة
ومر اليوم وفي داخلي صراع عنيف ..كيف كنت اعجب بكلمات الشاعر الذي اكرهه وارفض فكره ..هناك شئ خطأ بالتاكيد ...
وبانتهاء الدوام وفي طريق عودتي فتحت حقيبتي لاتفاجأ بكتاب ملفوف بورقة بيضاء مكتوب عليها ..(عزيزتي همسة..لاتقرئي العنوان ..فقط افتحي الاوراق
وعيشي كل كلمة بدون (ماضي كاتبها )....وبخط صغير كانت هناك ملاحظة ..(الابيات التي عليها نجمة حمراء هي الابيات التي كنت تعجبين بها)
وفعلا فتحت الكتاب كان ديوان من القطع المتوسط وفتحت الاوراق بطريقة (ماكينةصرف النقود) فهالتني النجمات الحمراء الموجودة في الصفحات
اكتشفت اني كنت عاشقة لحروفه بدون ان اعرفه ..كان نزار قباني يعيش في ذهني واعيش مع كلماته التي تختارها صديقتي بعناية وكانها تريد الايقاع بي من حيث لا اشعر
فرحت وخجلت ...كان فرحي لاني اكتشفت منجم من المعاني الجميلة والصور الرقيقة بل وكنت اسمع صوت الانثى في اشعاره احيانا اكثر مما اسمعه لدى الانثى نفسها
اما خجلي فكان من نفسي فقد سمحت لغيري ان يقتص جزء من الحقيقة ويقدمها لي مشوهة ولم اكلف نفسي عناء البحث عن الحقيقة كاملة
وهكذا ادخلت نزار قباني الى بيتنا واجلسته في صدر مكتبتي الصغيرة واصبحت دواوينه لاتفارقني ...........همس
---------------------------------------------------------------------------------
...(جسد ..وذاكرة ...وبعض احلام)...
ككل الاشياء (الممنوعة ) لاتكسد سوقها وتظل في حالة طلب حتى يكتفي الفضوليين (ولن يكتفوا)
حين صدرت تلك الرواية احدثت ضجة كبيرة وعندنا اخذت تلك الضجة ابعادا اخرى ..حتى صوروا تلك الرواية بالفن الرخيص
كدت لاصدقهم لولا ان عقلي بدأ ينفتح على(الآخر) ومساحة الرفض تلك بدأت تتقلص وبدأت اكون لنفسي تفكير جديد اعرف به ماذا اريد
بدأت اتابع اخبار تلك الكاتبة ولقاءتها وكل ماينشر عن روايتها ...كتاب كثيرون يشيدون بها ويعتبرونها (انجاز لغوي فريد)
شدتني اكثر خاصة بعدما قرأت في احدى المقابلات الصحفية تقديم للرواية بمقطع من المقدمة ..تللك القصاصة بقيت معي طويلا
....( ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث". يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
وهنيئا للحب أيضا ...
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا )
احببت تلك الحروف وعزمت ان احصل على الرواية ..ولكن كيف وهي ممنوعة من الدخول الى السعودية
وليس عندي مساحة مكانية واسعة للتصرف ..في منطقة بعيدة تصلها اخبار الوطن (متأخرة) فمابالك باخبار الخارج
احدى المعلمات قادمة من الدمام (قبل ان انتقل اليها) وعرفت اثناء احاديثنا سهولة الحصول على الكتب الممنوعة
من البحرين او الكويت ..ومع ان علاقتي بها كانت مجرد زمالة لكن فضولي الادبي او عشقي الادبي كان متضخما لدرجة
اني طلبت منها احضار الرواية لي مهما كان ثمنها ..لم تعطيني وعدا قاطعا لكنها قالت ..ساحاول
لم يكن امامي الا التعلق بكلمتها (الهشة) لانها الامل الوحيد حينها ..بعد اجازة الصيف وفي بداية عودتنا للمدرسة
فوجئت بها تناديني وتناولني كيسا اسودا وتقول هذه الامانة التي طلبتيها ..بدون ان افتح الكيس اخذته وضميته وضميتها
وكانها احضرت لي كنزا حتى ان بقية المعلمات لاحظوا ردة فعلي (الصارخة) وانا اشكرها لكني لم اخبرهم يومها فقد وعدتها
الا اخبر احد حتى لا اعرضها لاي مساءلة قد تضرها ...لم يكن اليوم طويلا عدت للبيت وقبل ان اخلع عباءتي وجدتني افتح ذلك الكيس الاسود
واتصفح الرواية وكأنني اريد التهامها ...ثلاثة ايام وانا اقرأ تلك الرواية ليس لطولها ولكن لانني قد اعيد قراءة الصفحة 3مرات وربما اكثر
لغة باذخة جدا حد الاسراف ..تعبيرات فنية مكثفة ..خيال مصور يجعلك تعيش الحدث لا ان تتخيله ..اجرام ابداعي غير مسبوق في تلك الرواية
واصبح قلم احلام مستغانمي عشقي الجديد ..اشتري رواياتها ..اتابع مقالاتها ..اضفتها لمفضلتي ومازلت اعشق حروفها حد الادمان
----------------------------------------------------------------------------------------
حين يكون للكفاية سقف مرتفع حد السماء يصبح (العشق) موجعا حد الندم
الخطيئة القادمة مختلفة قليلا ولهذا قدمت لها بهذه المشاركة
(سقف الكفاية) اسم الرواية ..لمؤلف سعودي حين نشرها كان في 22من عمره اسمه (محمد حسن علوان)
ولهذا فقد كانت (مشروع ) ضجة ادبية اذهلت الكبار وكانت فوق مستوى الصغار فلم يستوعبوها..
الكبار راؤا في مؤلفها الصغير بزوغ نجم بدون ارهاصات وعبقرية نابغة جاء من العدم
اما الصغار فقد اخرسهم الابداع فقالوا عنه مدعي يكتب له غيره
*
*
انتظـــــــــــــــــــــــــــــــــروني
---------------------------------------------------------------------------------------------
( ومرضت .....عشقاعلى الورق )
لا ارتاد المكتبة كثيرا ..لان زيارة واحدة تسحقني نفسيا (لان كل شئ يعجبني)
وتستنزفني ماديا (ولا اكتفي) ....ثم ترهقني قراءة (ولا اشعر بالزمن حولي)
سمعت برواية سقف الكفاية ورواية بنات الرياض في اوقات متقاربة ..طلبتهما (بطرق غير مشروعة)
فجاءتني الثانية ولم تحضر الاولى ..الضجة الاعلامية التي صاحبت العملين حفزتني للحصول عليها (شان الجميع)
وعندما قرات بنات الرياض لم اجد فيها سوى (فيلم) جرئ الطرح لقضايا (المراة) المحرمة علنا والمجاهر بها سرا
لم اجد فيها لغة_وانا بنت اللغة_تستنطق ملكاتي المدفونة
لم اسمع فيها بوحا-وانا رفيقة البوح-يقتلعني من جراحاتي الراكدة
ولهذا خمدت في داخلي الرغبة في طلب رواية سقف الكفاية وخاصة ان البعض تحدث عن تجاوزا للخطوط الحمراء
فقلت في نفسي فيلم اخر ومشاهد عارية ..فعزفت ...ثم تجاهلت حتى نسيت
وبعد عدة شهور كنت اتحدث مع احدى المتابعات للروايات وخصوصا تلك التي تكون حولها عدة استفهامات واشاعات
وبحكم سفرها الكثير سالتها عن اخر مشترياتها (المهربة)قالت عندي بعض الروايات ساحضرها لك غدا
وفي الغد جاءت ومعها روايتان سقف الكفاية ومدن الملح ..فرحت بالثانية لانها تصور الطفرة الحضارية في احد اهم مناطق السعودية (حيث البترول)
فقررت ان اقرا الرواية الاقصر وهي السقف اما الاخرى لانها المفضلة اؤجلها للاجازة حتى اتفرغ لالتهامها باستمتاع
وبعد ساعات قرات رواية سقف الكفاية فاذا بحروفها تلتهمني وليس العكس ..وتذيبني شاعريتها وتغسلني عذوبتها
وحولتني كائنا شفافا يلتصق بالنور
عندما اقرا رواية فاني لا ابحث عن وقائع تاريخية ولا عن حقائق علمية
وان كنت لا اشكك البتة في اهميتها لاكتمال البهاء الابداعي وضرورتها لامتلاء الوعاء السردي
لكنني اريد لغة اتوه في دهاليزها واركض في متاهاتها حد الاعياء ...ابحث عن حروف (مجرمة) تخدرني حد النشوة
ابحث عن صور فنية فاتنة لا استطيع رفع عيني منها حتى ترتوي اوردة اعجابي
وكل هذه الحالات من اللذة الفكرية قطفتها من شجرة رواية سقف الكفاية التي ارهقتني تسلقا حتى السقوط على حافة الادمان
ليس القراءة هي ما ادمنته ..بل شئ اخر ..ادمنت حالة العشق التي تلبستني وتخيلت بل عشت دور البطلة (مها)
وعاش (ناصر) البطل في قلبي واقع يهزا من خيالي ..حالمة ..شاردة..مبتسمة على طول ..وفي عيوني بريق يوحي بالبكاء
لدرجة ان احد المعلمات (المقربات) اخذتني على جنب وقالت همسة انتي (تحبين)؟؟ قلت بهدوء اخرسها ...ايوه احب ناصر
بحلقت فيني وشعرت انه سيغمى عليها خاصة وانا اعرف مدى احترامها لي واعجابها بفكري وشخصيتي واخلاقي
مازلت مبتسمة قلت هوني عليك يا ام انس ..لم افقد عقلي بعد ...انا اعيش حالة عشقية على الورق فقط
بصراحة الى الان حين اريد ان اهرب من واقعي الجاف اقرأ السقف واعيش كم يوم مع ناصر ..العاشق الذي لايشبه رجلا في وطني
-------------------------------------------------------------------------------------------
ولو عادت بي اقداري مائةمرة ساعشقه في كل مرة الف مرة
في البدء..
لم اكن اعلم ان حبي للقراءة سوف يسحب اقدام طهري نحو دروب العشق
ويجعل مني امراة تدمن تلك الخطيئة البيضاء صباح مساء ....
والاماكنت قرات..ولكن هيهات لاينفع الندم الان !!
ثم كان الوقوع في الحب....
كنت في الثامنة عشرة من عمري حين التقيت به صدفة
عن طريق اخي الذي لا يعلم الى الان بقصة حبي والاماكان عرفني به اصلا ,,
شامخا ..انيقا..لبقأ..ساحرا...لسانه لم يكن يقول كلمات بل يرتل صلوات ...
وانا كنت في سنين ثقافتي الاولى ..وخبرتي في الحب فراغ
وكنت صفحة بيضاء لهذا سقطت بسرعة امام فتنته
ولم استطع مقاومة اغراء بيانه واناقته
فسلمته قلبي واشياء اخرى...يتصرف في اعادة تكوينها وتكويني
فجاء من اقصى منطقة العشق بمحبرة ودواة..
وقلب بياض صفحتي بسواد مداده حتى امتلاتُ به
وفاضت مني حروفه واصبحت اردد مايقول كببغاء جميلة ...
احيانا لا افهم مايقول فاجبره ان يعيد ويعيد ويعيد
حتى استوعب مايرمي اليه والجميل في امره انه لم يكن يتضايق من غبائي
وكان صبورا جدا ولهذا احببته اكثر وقررت ان اخونه اكثر
ليس لانه لايستحق ان اكون وفية له ..بل لانه زرع في دمي فيروس العشق
وساظل دوما ابحث عن عاشق احقن به دمي لاشفى من ذلك الادمان
عاشقي الاول ميت الان وكان ميتا حين التقيت به على سطور -اوراق الورد ..رسائله ورسائلها -
هل عرفتموه اذن ترحموا عليه ولا تلعنوني لاني خنته فقد عشقت حروف ولم اعشق انسان
انه ..........مصطفى صادق الرافعي ....اول عشق ادبي في حياتي
سؤال ..هل يمكن ان يكون للحروف قدرة على تشكيل دورة حياة وادخالنا فيها ؟؟
هل حقا تملك الغة هذه الطاقة ؟؟
عن تجربة اقول لكم ...نعم يمكنها ذلك !
----------------------------------------------------------------------------------------
...(عشق على ابواب غرناطة)
مازلت ثملة بعشق مفردات الرافعي
ومازالت كلماته وتصويراته تستنزف خلايا عقلي الى حد الانهاك .....
حتى كانت السنة الثانية من دراستي الجامعية
حيث كنت مع موعد مع عشق جديد سيجعل من الرافعي قصة قديمة
دكتور مادة النقد كلفنا بعمل بحث نقدي ودراسة تحليلية لقصيدة ابن زيدون
اني ذكرت بالزهراء مشتاقا ***والروض طلق ومرأى الارض قد راقا
فكان لابد ان اقرأكثيرا حول هذ الشاعر وقصيدته
فدخلت عالمه السري واكتشفت علاقته
بولادة بنت المستكفي واثناء القراءة مررت بالاندلس كحضارة
وكل ذلك انصهر في خلدي ليرسم لي خارطة عشق جديدة
امرأة اديبة تملك زمام السلطة وكل مقومات الانوثة
يقع في غرامها شاعر جميل يحارب من اجل الوصول اليها
حتى يؤدي به الحب الى السجن بفعل الوشاة واالحساد.
لا ادري كم من الوقت استغرقني لاتقمص شخصية ولادة
ولكن في النهاية اصبحت(أنا).. هي
واصبح ابن زيدون فارس احلامي وبطل حكاياتي
وادمنت قراءته وتسربت اشعاره الى اوردتي
فصرت اتنفسه عشقا واعجابا ...
ومع اني دفعت ضريبة هذا العشق غاليا الااني لم اهتم
فقد شكك الدكتور في نزاهتي العلمية
واتهمني تلميحا لا تصريحا اني نقلته او كتبه لي احدهم
ومع ذلك لم احقد على الدكتور ولم اكره شاعري الجميل
بل ان ذلك الاتهام افرحني فى عمقي
لان هذا يعني اني قدمت عملا اكبر من عمري
ولهذا احببت ابن زيدون اكثر وقررت اخونه اكثر
فما زال ذلك الفيروس الابيض ينتشر في دمي
منذرا بورم لن اشفى منه ابدا ابدا
..............همس
---------------------------------------------------------------------------------
..(وعشقت تاء التأنيث ).....
للعشق الحلال قوانينه الخاصة التي لا تنسحب على اي علاقة اخرى
فخطيئتي البيضاء القادمة مختلفة
.ففي قصص العشق دوما طرفان احدهما مذكر
أما هنا فطرفا العشق كلاهما مؤنث !!
لاتستغربوا فليس هنا مايشين او يجعلني أخجل من مشاعري
فماتزال بيضاء ولن تتلطخ باللون الاحمر
لاننا ندور في فلك اللغة والكلمات فكل شئ هنا مباح
عرفتها منذ دراستي الثانوية لكن قراءاتي لها لم تتعدى الاعجاب
..التقيت بها على صفحات مجلة (زهرة الخليج)
أسلوبها البسيط وكلامها المقطع
الذي يشبه الكبسولات اكثر ماكان يشدني لحروفها
لكنني بصدق لم اكن اترصدها دوما
لكن حين تقع المجلة في يدي كنت انتزع صفحتها واطويها
ثم اضمها لاوراقي التي تمتلئ بها خزانتي
حتى جاءت السنة الاخيرة من دراستي الجامعية (سنة تخرجي )
حيث تعرضت لاول صدمة عاطفية في حياتي ..
بدون تخطيط كنت اقرأ المجلة وحين وصلت صفحتها
تجمدت مشاعري وتعلقت باهدابي دمعة واحسست بمايشبه الخدر في اوصالي
وانا اقرا كل حرف من مقالتها ..يالله كيف وصفتني هذه الشهر زاد
ووصفت حالتي وتجربتي بل وكل الكلام الذي اريد ان اقوله له قالته شهر زاد
كنت اقرأ واعيد ودموعي لاتتوقف وقلبي في حالة من الرجفان لم اعهدها ..
الى درجة ان اختى الصغرى دخلت تناديني
وكنت في دنيا اخرى ..خافت وذهبت مسرعة لامي تناديها
لم يخرجني من حالتي الا امي وهي تهزني بعنف من كتفي
وتسالني مابك ؟؟ نظرت اليها والى اختي وهما مفزوعتان
ولم اعلق سوى بابتسامة وسط ملامح دامعة
تركتني امي وهي تقول الله يهديك
بينما اختي نظرت بحنق ورمت على مسامعي كلمتها
التي كنت اعتبرها مديحا اكثر من كونها شتيمة
قالت بشئ من السخرية (فعلا مجنونة)!!!
من تلك اللحظة اصبحت شهر زاد معشوقتي الجديدة
بت اطارد حروفها في كل مكان
رجعت لاوراقي القديمة لافرز كتاباتها واضعها في ملف وحدها
اصبح شراء مجلة زهرة الخليج من اهم طقوسي الشهرية
لاتناول جرعتي من كلماتها التي لاتشبه الا نفسها
ولم تتوقف هذه العادة الا بعد ان اكتشفت موقعها في النت
فاضفته لمفضلتي ومازلت اعود اليه
يقودني اليه حنين تجربة الحب الاول ..!!
...............همس
------------------------------------------------------------------------
..(واخيرا ...حطمت معبد النساء....وعشقته)
قبل ان التقي به كنت من اشد الكارهات له ..ورفضي له كان موقف اتخذته في الفترة التي كان توجهي الديني ينحرف باقصى سرعة نحو التطرف
قالوا عنه زنديق..فصدقتهم ...قالوا عنه فاسق فوافقتهم ..قالوا عنه اباحي فاعرضت عنه ..وحرمت حاستي اللغوية من شهد حروفه وعذوبة معانيه
فقط لانهم ارادوا ذلك وكنت كالعمياء اسير خلف شعاراتهم دون ان اعطيه فرصة ليدافع عن نفسه بشعره..كنت اقول وماذا ساجد عند شاعر لايهمه من المرأة غير جسدها
طبعا دواوينه من المحرمات فلايمكن ان تدخل بيتنا ..وقطعا مارست نفس الشئ خارج البيت فلم اسمح لفضولي ان يقود ارادتي (ولو )على غفلة لاقرأ له شيئا اخر غير
تلك النصوص التي استاصلوهامن جسد كيانه الشعري وعرضوها لنا فبدت لي اوصال قبيحة (اشمازت ) منها نفسي فزهدت في البقية
ولكن منظومة العشق الادبي لها طريقة غريبة في العمل ..فهي تجعلك تسقط في بحر الهوى دون ان تنذرك او تعطيك اشارات قبل السقوط
كنا جميعا خريجات جديدات نحاول ان نضع اقدامنا على اول الطريق في مهنة ليس امامنا غيرها فغالبيتنا كانت لهن احلام وامنيات كثيرة لم يكن من ضمنها التدريس
لكنه المجال الوحيد المتاح لنا او (البقاء في البيت)...منذ لقائي بها شعرت انها انسانة حالمة فوق العادة ..عالمها وردي جدا
والرومانسية جزء اصيل من تكوين شخصيتها ...ابيات شعرية تنثرها هنا وهناك ..في دفتر تحضيرها ..على السبورة ...على مكتبها
وحتى احاديثهايروق لها ان تطعمها بمقطع شعري جميل ...كل جملة كانت تقولها اجد لها في نفسي صدى ..
واحيانا كنت اطلب منها تعيدها لاحفظها ومن ثم اكتبها في اي ورقة تصادفني
وكنت اخجل ان اسالها عن هذا الشعر لمن هو حتى لاتاخذ عني فكرة (الجهل)وخصوصا ان تخصصي لغة عربية ..ماذا ستقول عني امتياز ولا اعرف هذا الشعر لمن؟؟؟
....وذات مرة جمعني بها جلسة في حديقة المدرسة والوقت كان ربيع
شردت بفكرها وانا اتحدث ..قالت بتنهيدة ...هذي الجلسة ينقصها نزار...!!!استغربت من الاسم فانا اعرف ان اسم خطيبها ليس نزار!!
كررت الاسم بشئ من الاستنكار !!فاجابت لاتستغربي اصلا ماحببني في نزار الا (....)وقالت اسم خطيبها لانه يمووت في شئ اسمه نزار قباني
سكتت ولم اعلق !!قالت ماحد فهم المراة وعبر عنها صح اكثر منه ...
وقبل ان تسترسل غزلا في نزار قلت وانتي الصادقة مافيه احد اهان المراة وخلاها اشبه بالسلعة مثل نزارك هذا!!الصراحة انا مومستغربة من موقفك بل من موقف خطيبك
اصلا كيف ترضين انه يقرا لهذا الشاعر اللي اشعاره كلها في محيط الجسد فقط؟؟
ضحكت من انفعالي وقالت ..أه ..انتي من اياهم ياهمسة ؟؟وين الفكر والثقافة ؟؟بس ترددين كلامهم مثل االببغاء؟؟؟وتابعت بهدوء ممزوج بابتسامة فيها لؤم
على فكرة ياحلوة كل الاشعار اللي اقولها واكتبها وتطلبين مني اعادتها وتبدين انبهارك بها هي كلمات (حبيبي )نزار !!
هنا لم اجد شيئا اقوله ..انكاري لاعجابي محاولة طفوليه للتهرب من العقاب !!!واستمراري في الهجوم على نزار محاولة غبية تثبت اني متناقضة
ربما ادركت هذه الصديقة حيرتي فاخذت تردد ابيات سابقة كنت فعلا انبهرت بقوة المعنى فيها واتذكر اني قلت عنها هذه العبارة من اصدق العبارات التي مرت علي
انقذني من بلاهة الموقف صوت الجرس معلنا نهاية الحصة فكانت فرصتي لانهض وانفض ملابسي مماعلق بها من الحشائش واتصنع الجدية واقول يالله قومي لانتاخر عن الحصة
ومر اليوم وفي داخلي صراع عنيف ..كيف كنت اعجب بكلمات الشاعر الذي اكرهه وارفض فكره ..هناك شئ خطأ بالتاكيد ...
وبانتهاء الدوام وفي طريق عودتي فتحت حقيبتي لاتفاجأ بكتاب ملفوف بورقة بيضاء مكتوب عليها ..(عزيزتي همسة..لاتقرئي العنوان ..فقط افتحي الاوراق
وعيشي كل كلمة بدون (ماضي كاتبها )....وبخط صغير كانت هناك ملاحظة ..(الابيات التي عليها نجمة حمراء هي الابيات التي كنت تعجبين بها)
وفعلا فتحت الكتاب كان ديوان من القطع المتوسط وفتحت الاوراق بطريقة (ماكينةصرف النقود) فهالتني النجمات الحمراء الموجودة في الصفحات
اكتشفت اني كنت عاشقة لحروفه بدون ان اعرفه ..كان نزار قباني يعيش في ذهني واعيش مع كلماته التي تختارها صديقتي بعناية وكانها تريد الايقاع بي من حيث لا اشعر
فرحت وخجلت ...كان فرحي لاني اكتشفت منجم من المعاني الجميلة والصور الرقيقة بل وكنت اسمع صوت الانثى في اشعاره احيانا اكثر مما اسمعه لدى الانثى نفسها
اما خجلي فكان من نفسي فقد سمحت لغيري ان يقتص جزء من الحقيقة ويقدمها لي مشوهة ولم اكلف نفسي عناء البحث عن الحقيقة كاملة
وهكذا ادخلت نزار قباني الى بيتنا واجلسته في صدر مكتبتي الصغيرة واصبحت دواوينه لاتفارقني ...........همس
---------------------------------------------------------------------------------
...(جسد ..وذاكرة ...وبعض احلام)...
ككل الاشياء (الممنوعة ) لاتكسد سوقها وتظل في حالة طلب حتى يكتفي الفضوليين (ولن يكتفوا)
حين صدرت تلك الرواية احدثت ضجة كبيرة وعندنا اخذت تلك الضجة ابعادا اخرى ..حتى صوروا تلك الرواية بالفن الرخيص
كدت لاصدقهم لولا ان عقلي بدأ ينفتح على(الآخر) ومساحة الرفض تلك بدأت تتقلص وبدأت اكون لنفسي تفكير جديد اعرف به ماذا اريد
بدأت اتابع اخبار تلك الكاتبة ولقاءتها وكل ماينشر عن روايتها ...كتاب كثيرون يشيدون بها ويعتبرونها (انجاز لغوي فريد)
شدتني اكثر خاصة بعدما قرأت في احدى المقابلات الصحفية تقديم للرواية بمقطع من المقدمة ..تللك القصاصة بقيت معي طويلا
....( ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
"الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث". يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
وهنيئا للحب أيضا ...
فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا )
احببت تلك الحروف وعزمت ان احصل على الرواية ..ولكن كيف وهي ممنوعة من الدخول الى السعودية
وليس عندي مساحة مكانية واسعة للتصرف ..في منطقة بعيدة تصلها اخبار الوطن (متأخرة) فمابالك باخبار الخارج
احدى المعلمات قادمة من الدمام (قبل ان انتقل اليها) وعرفت اثناء احاديثنا سهولة الحصول على الكتب الممنوعة
من البحرين او الكويت ..ومع ان علاقتي بها كانت مجرد زمالة لكن فضولي الادبي او عشقي الادبي كان متضخما لدرجة
اني طلبت منها احضار الرواية لي مهما كان ثمنها ..لم تعطيني وعدا قاطعا لكنها قالت ..ساحاول
لم يكن امامي الا التعلق بكلمتها (الهشة) لانها الامل الوحيد حينها ..بعد اجازة الصيف وفي بداية عودتنا للمدرسة
فوجئت بها تناديني وتناولني كيسا اسودا وتقول هذه الامانة التي طلبتيها ..بدون ان افتح الكيس اخذته وضميته وضميتها
وكانها احضرت لي كنزا حتى ان بقية المعلمات لاحظوا ردة فعلي (الصارخة) وانا اشكرها لكني لم اخبرهم يومها فقد وعدتها
الا اخبر احد حتى لا اعرضها لاي مساءلة قد تضرها ...لم يكن اليوم طويلا عدت للبيت وقبل ان اخلع عباءتي وجدتني افتح ذلك الكيس الاسود
واتصفح الرواية وكأنني اريد التهامها ...ثلاثة ايام وانا اقرأ تلك الرواية ليس لطولها ولكن لانني قد اعيد قراءة الصفحة 3مرات وربما اكثر
لغة باذخة جدا حد الاسراف ..تعبيرات فنية مكثفة ..خيال مصور يجعلك تعيش الحدث لا ان تتخيله ..اجرام ابداعي غير مسبوق في تلك الرواية
واصبح قلم احلام مستغانمي عشقي الجديد ..اشتري رواياتها ..اتابع مقالاتها ..اضفتها لمفضلتي ومازلت اعشق حروفها حد الادمان
----------------------------------------------------------------------------------------
حين يكون للكفاية سقف مرتفع حد السماء يصبح (العشق) موجعا حد الندم
الخطيئة القادمة مختلفة قليلا ولهذا قدمت لها بهذه المشاركة
(سقف الكفاية) اسم الرواية ..لمؤلف سعودي حين نشرها كان في 22من عمره اسمه (محمد حسن علوان)
ولهذا فقد كانت (مشروع ) ضجة ادبية اذهلت الكبار وكانت فوق مستوى الصغار فلم يستوعبوها..
الكبار راؤا في مؤلفها الصغير بزوغ نجم بدون ارهاصات وعبقرية نابغة جاء من العدم
اما الصغار فقد اخرسهم الابداع فقالوا عنه مدعي يكتب له غيره
*
*
انتظـــــــــــــــــــــــــــــــــروني
---------------------------------------------------------------------------------------------
( ومرضت .....عشقاعلى الورق )
لا ارتاد المكتبة كثيرا ..لان زيارة واحدة تسحقني نفسيا (لان كل شئ يعجبني)
وتستنزفني ماديا (ولا اكتفي) ....ثم ترهقني قراءة (ولا اشعر بالزمن حولي)
سمعت برواية سقف الكفاية ورواية بنات الرياض في اوقات متقاربة ..طلبتهما (بطرق غير مشروعة)
فجاءتني الثانية ولم تحضر الاولى ..الضجة الاعلامية التي صاحبت العملين حفزتني للحصول عليها (شان الجميع)
وعندما قرات بنات الرياض لم اجد فيها سوى (فيلم) جرئ الطرح لقضايا (المراة) المحرمة علنا والمجاهر بها سرا
لم اجد فيها لغة_وانا بنت اللغة_تستنطق ملكاتي المدفونة
لم اسمع فيها بوحا-وانا رفيقة البوح-يقتلعني من جراحاتي الراكدة
ولهذا خمدت في داخلي الرغبة في طلب رواية سقف الكفاية وخاصة ان البعض تحدث عن تجاوزا للخطوط الحمراء
فقلت في نفسي فيلم اخر ومشاهد عارية ..فعزفت ...ثم تجاهلت حتى نسيت
وبعد عدة شهور كنت اتحدث مع احدى المتابعات للروايات وخصوصا تلك التي تكون حولها عدة استفهامات واشاعات
وبحكم سفرها الكثير سالتها عن اخر مشترياتها (المهربة)قالت عندي بعض الروايات ساحضرها لك غدا
وفي الغد جاءت ومعها روايتان سقف الكفاية ومدن الملح ..فرحت بالثانية لانها تصور الطفرة الحضارية في احد اهم مناطق السعودية (حيث البترول)
فقررت ان اقرا الرواية الاقصر وهي السقف اما الاخرى لانها المفضلة اؤجلها للاجازة حتى اتفرغ لالتهامها باستمتاع
وبعد ساعات قرات رواية سقف الكفاية فاذا بحروفها تلتهمني وليس العكس ..وتذيبني شاعريتها وتغسلني عذوبتها
وحولتني كائنا شفافا يلتصق بالنور
عندما اقرا رواية فاني لا ابحث عن وقائع تاريخية ولا عن حقائق علمية
وان كنت لا اشكك البتة في اهميتها لاكتمال البهاء الابداعي وضرورتها لامتلاء الوعاء السردي
لكنني اريد لغة اتوه في دهاليزها واركض في متاهاتها حد الاعياء ...ابحث عن حروف (مجرمة) تخدرني حد النشوة
ابحث عن صور فنية فاتنة لا استطيع رفع عيني منها حتى ترتوي اوردة اعجابي
وكل هذه الحالات من اللذة الفكرية قطفتها من شجرة رواية سقف الكفاية التي ارهقتني تسلقا حتى السقوط على حافة الادمان
ليس القراءة هي ما ادمنته ..بل شئ اخر ..ادمنت حالة العشق التي تلبستني وتخيلت بل عشت دور البطلة (مها)
وعاش (ناصر) البطل في قلبي واقع يهزا من خيالي ..حالمة ..شاردة..مبتسمة على طول ..وفي عيوني بريق يوحي بالبكاء
لدرجة ان احد المعلمات (المقربات) اخذتني على جنب وقالت همسة انتي (تحبين)؟؟ قلت بهدوء اخرسها ...ايوه احب ناصر
بحلقت فيني وشعرت انه سيغمى عليها خاصة وانا اعرف مدى احترامها لي واعجابها بفكري وشخصيتي واخلاقي
مازلت مبتسمة قلت هوني عليك يا ام انس ..لم افقد عقلي بعد ...انا اعيش حالة عشقية على الورق فقط
بصراحة الى الان حين اريد ان اهرب من واقعي الجاف اقرأ السقف واعيش كم يوم مع ناصر ..العاشق الذي لايشبه رجلا في وطني
-------------------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق